اسباب توسع الشريان الاورطي
أمراض القلب والأوعية الدموية من أهم وأخطر الأمراض التي قد يعاني منها الكثير من الأشخاص، وتكمن خطورتها في أن العديد من هذه الأمراض قد لا يظهر معها أي أعراض على المريض، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث الموت المفاجئ، ومن أخطر هذه الأمراض هو توسع الشريان الأورطي.
ما هو الشريان الأورطي؟
الشريان الأورطي هو أكبر وأهم الأوردة الموجودة في جسم الإنسان، والذي يعمل على استقبال الدم المحمل بالأكسجين من القلب، ومن ثم يقوم بتوزيعه على سائر أعضاء الجسم.
تمدد الشريان الأورطي:
توسع الشريان الأورطي أو تمدده هي تلك الحالة التي يزداد فيها حجم الشريان بمعدل مرة ونصف عن حجمه الطبيعي، والأمر الذي يعرض المريض لخطر انفجار الشريان، وهو ما يؤدي غالبًا إلى الوفاة.
هل تمدد الشريان الأورطي يعد من الأمراض النادرة؟
على عكس ما يعتقده الكثير من الناس، فإن هذا المرض يعد من الأمراض الشائعة، ويصاب به نحو 5% من الرجال فوق سن الـ 60، وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت في بريطانيا تمدد الشريان الأورطي هو سابع سبب من أسباب الموت في المملكة المتحدة، وهو نموذج يمكن القياس عليه في الكثير من الدول الأخرى.
لماذا يطلق مصطلح القاتل الصامت على تمدد الشريان الأورطي؟
يعد توسع الشريان الأورطي من الأمراض ذات الخطورة الشديدة والتي قد تتسبب في الوفاة، وتكمن خطورة هذا المرض في أنه لا تظهر أي أعراض على كثير من الحالات، وأن معظم الحالات التي يتم تشخيصها بأنها تعاني من مشكلة تمدد الشريان تكون بعد فوات الأوان بعد انفجار الشريان، وتكون نسبة الوفيات التي تحدث نتيجة انفجار الشريان الأورطي نحو 80% من إجمالي الحالات، وتظل الـ 20% الأخرى مهددة بخطر الوفاة إذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل صحيح وسريع.
أسباب توسع الشريان الأورطي:
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تساهم في تمدد الشريان الأورطي، والتي من أهمها:
-انخفاض معدلات الكولاجين في جدار الأوعية الدموية.
-تصلب الشرايين.
-الالتهابات البكتيرية.
-ارتفاع ضغط الدم.
-مرض السكر.
-التقدم الطبيعي في العمر.
-أمراض الأنسجة الرخوة.
-العامل الوراثي.
أعراض توسع الشريان الأورطي:
قد لا تظهر أي أعراض على المريض الذي يعاني من مشكلة تمدد الشريان الأورطي، ولكن غالبًا ما تظهر الأعراض في الحالات المتأخرة التي انفجر فيها الشريان، والتي من أهمها:
-الشعور بألم في منطقة البطن.
-الشعور بآلام في الظهر.
-انخفاض ضغط الدم بشكل مفاجئ.
-زيادة معدل ضربات القلب.
وقد تختلف الأعراض قليلاً إذا كان توسع الشريان الأورطي في منطقة الصدر، فيعاني المريض من أحد الأعراض الآتية:
-الشعور بألم في الصدر.
-وجود بحة أو تغير في الصوت.
-الكحة المستمرة.
-ضيق التنفس.
عوامل الخطر:
هناك العديد من العوامل التي تزيد نسبة الخطر إذا وجدت مع أحد أسباب توسع الشريان الأورطي، والتي من أهمها:
-الأشخاص المدخنون.
-الأشخاص الذين يتناولون الكحوليات.
-أصحاب الضغط المرتفع غير المعالج جيدًا.
-الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر بكثرة.
-الأشخاص الذين تجاوزوا الـ 60 من عمرهم.
علاج توسع الشريان الأورطي:
يعتبر الكشف والعلاج المبكر لأسباب توسع الشريان الأورطي هى أول مراحل العلاج التي يعمل عليها الطبيب، والتي من الممكن أن يتناول فيها المريض بعض الأدوية التي تعمل على تنظيم الضغط والسكر في الدم، ولكن في بعض الحالات التي ثبت عندها وجود توسع وتمدد في الشريان قد لا يصلح معها إلا إجراء عملية لعلاج هذا التمدد، ومن أهم هذه العمليات:
-دعامة الشريان الأورطي.
تعد عملية تركيب دعامة الشريان الأورطي واحدة من أهم وأنجح العمليات التي تستعمل لعلاج توسع الشريان الأورطي، حيث تعمل هذه العملية على خلق مسار للدم داخل الشريان المتمدد عن طريق الدعامة، وبالتالي لا يتعرض المريض لخطر انفجار الشريان الأورطي.
طريقة إجراء عملية دعامة الشريان الأورطي:
يقوم الطبيب باختيار الدعامة المناسبة لكل حالة، يقوم الطبيب بأخذ قياسات الدعامة بدقة شديدة لتجنب حدوث أي مضاعفات بعد العملية، يتم وضع المريض تحت المخدر الكلي أو النصفي، يتم تركيب الدعامة في منطقة التمدد عن طريق القسطرة، ويشترط لإجراء هذه العملية أن تكون رقبة التمدد أكبر من واحد ونصف سنتيمتر لتركيب الدعامة وتجنب حدوث أية مضاعفات.
ما بعد تركيب دعامة الشريان الأورطي:
يقوم المريض بالالتزام بالبرنامج الذي يصفه دكتور علاج الأوعية الدموية لمتابعة الحالة، ومن أهم النقاط التي يتضمنها هذا البرنامج:
-عمل أشعة مقطعية بعد مرور شهر من إجراء العملية.
-عمل أشعة مقطعية بصفة دورية كل عام.
ويتم عمل هذه الأشعة للتأكد من تمركز الدعامة داخل الشريان في مكانها السليم، وفقًا للقياسات التي تم أخذها قبل إجراء العملية، وقد يحتاج المريض لإجراء عملية إصلاح أو تغيير للدعامة في حالة ما إذا تحركت الدعامة من مكانها، وتم اكتشاف وجود تسريب داخلي في الشريان.
جراحة تمدد الشريان الأورطي:
قد لا يصلح تركيب الدعامة في بعض الحالات، لذا فإن الطبيب يلجأ لإجراء عملية جراحية لاستبدال الجزء التالف من الشريان الأورطي بجزء آخر صناعي.
الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بانفجار الشريان الأورطي:
-إجراء الفحص الدوري للشريان الأورطي للأشخاص الذين تجاوزوا الـ 60 من عمرهم، والذي من الممكن أن يتم عن طريق أشعة الموجات الصوتية أو الأشعة المقطعية التي تكشف بدقة عن وجود التمدد في الشريان.
-العمل على علاج أسباب توسع الشريان الأورطي، وتنظيم مستويات السكر والضغط في الدم.
-الإقلاع تمامًا عن التدخين وتناول الكحوليات.
اقرأ أيضًا: